القدسُ حقٌّ ووعدٌ ونصرٌ ودولة، وهي الحقيقةُ والعقيدةُ ومعراج الصّادقين إلى السّماء، أرضٌ مقدّسةٌ ووحيٌ ورسالات، أمُّ البدايات ميلادُ شعب للحياة، مدينة شعبٍ كبَّر للصلاة وحيَّ على الجهاد، إنّهم أهلُ فلسطين الذين تقلَّدوا حبَّها وغدوا إليها مسافرين ويعشقون.
القدسُ ذاكرةُ الزّمان وتاريخٌ قديم، وهي الهوية والقضية والعروبة، ميلادُ كَنْعانَ الذي حطَّم زيْفَ العابرين بين الكلمات، القدسُ ذاكرةُ المكان وعينُ الشعبِ نحو الانتصار، أشبالُها رجالُها ونساؤها زهراتها يرفضون الانكسار، فهم أصحاب حقٍّ لا يفرطون بالكرامة ، وعن هذه الأرض لا يرحلون .
القدسُ عاصمةٌ ودولة ... وعائدون، رغم السّياج ورغم الغزاة والتواءات السياسة، فنصر الله حقٌّ للمؤمنين، الذين يتنسّمون عبيرها بعزائم الأبطال وإحساس العاشقين، يشقّون أستار الظلمة ببصيرة الحق وشمس الصدق، لا تنحني لهم هامة ، ولا تلينُ لهم قناة، يحملون أرواحهم على أكفّهم ثائرين، وهم على درب الشهداء ماضون.
القدسُ عهدةٌ عمريَّةٌ وفتحٌ مقدّسٌ وخبزُ حطّين، وهي الأسيرة والأميرة عنوانُ السلام، وهي الحمائم والمآذنُ والكنائسُ والنسائمُ، ترنو بعين الشوق للفجرِ وتسمع الصهيل في المدى، وصوت الحماة يقول: يا قدس إنّا قادمون.