كل ُ النفوس من الفناءِ ســـــتُطعمُ
تـفنى ويبقى ذو الجلال الأكرمُ
فالحيُ منــا لا محالة ميــت
والموتُ لا يُجى ولا يتقدمُ
إني إذا أدركت ليلي ,, هل أنا ؟
من مُدركٍ للصبحِ ؟؟ ربي أعلمُ
فإليك يا ولدي وصايا راحلٍ
هو بضعُ أيامٍ تمرُ وتحسمُ
إن الوصية في الشريعةِ سنةٌ
فأخطها شعراً إليك وأنظمُ
أوصيك يا ولدي خصالاً كن بها
متمسكا , فيها عظاتٌ تُلهمُ
كن مع الهِ الكون وفِ وصالهُ
دُمْ في صلاةٍ والخشوع يتممُ
وتزود التقوى ففيها عصمةٌ
من كل نائبةٍ تحلُ وتنجمُ
كن صادقاً في القول مهما يُفترى
زوراً عليك مُخاصمٌ أو يرجمُ
فالصدق يُنجي مَن تحدث أو روى
والصمت حينا حاجةٌ قد تلزمُ
كن باسما متصدقا ببشاشةٍ
في وجه غيرك تلتقي وتُسلمُ
احفظ لســانك من مغبةٍ قولةٍ
فيــــها هلاكٌ والمــآلُ جهــــنمُ
أوصيـك يا ولدي بخيـر مُصاحبٍ
لك في حياتك لا يكلُ ويــــسـأمُ
تـلك التي أن بـت تـشكي علةً
ترجو الفداءَ وأنت منها تــسـلمُ
تـلك التي وهبـتك قلبـاً حانيـاً
مُذ كنت طفلا حابيــاً تـســـترحمُ
يــهتزُ شدوا إن رأتك بغبطةٍ
ويـــنــوءُ في كبد لرزئك يـــــــأ لمُ
كن مُخلصا في بِرها مُتحســسـاً
كُل الرضى ، فرضٌ عليــك مُحتمُ
ليس الرضى فيــما يقول ُ لسانـها
بل ْ ما يكن ُ به الفؤاد ُ ويـــفـعمُ
واخفض جناح الذل ِ قَبِـل ْ راحةً
أو جبهة ً فيها العزازة ُ تـــوشــــمُ
مهما رَحَمْت أو اكتملت برأفةٍ
فالأمُ في قيـم التراحم أرحمُ
كنْ ليـــِناً وارحمْ أخـاك فإنـهُ
غضٌ لعوبٌ في الحياة وبُرعُمُ
أنت الأبُ المرجو بعدي هبْ لهُ
ما يفتقدهُ من الحنــانِ مُيــتـمُ
قَرِبــهُ منـك وضمـه بــمودة
واشـتمْ وجها بـالبراءة يـــنســـــــمُ
كن قُدوة فيـــها مثالٌ يُحتذى
ومُوجِــها يُـســـدي الهُدى ويُـــــعلمُ
نفسي أراها دون غيري ، إنْ علا
إلاك ابني في ســـُمُوِك أعــظـُمُ
خُذ ما تـشاءُ وما سـئمتُ مَطالبا
لن أنثني عن حـاجـةٍ أو احـجـمُ
أملي بــذاتك غائـــبٌ ورهيـــــــنةٌ
لا تـــظلمن مُؤمِلاً يــتوســــــــمُ
وارحم اباً يرجو ويأملُ رفعةً
تُبنى بعزمك أو بـقعسٍ تـــــــــهدمُ
وارأفْ بـــأمٍ في مدامعهـــا الــرجا
لا غيرك الآمـــالُ فيــــه تترجمُ
كُن في المجالسِ شـاغلاً ومـُفوهاً
أدركْ مـقاصد جــالــسٍ يــــتكلمُ
زنْ ما تقولُ من الكلامِ فإنــــــــه
لا ما تعي ،، بل ما يمسُ و يُفهَمُ
وإذا أتتك وشـــــايةٌ من مُغرضٍ
فاصبرْ ولا تعجل بِرَدٍ يــــــــــظلمُ
فالصبرُ بأسٌ والشـديـــدُ بـحلمه
والغيظُ يأسٌ ليسَ فيهرعزائـــــــمُ
كُن ليـِناً من دون ضعفٍ إنما
ذو القدر من كان اقتداراً يــــــــحلمُ
دمْ قائـــماً لا تـنحني بـمهانةٍ
فالـحُرُ طــودٌ شــــامخٌ ومُــكرمُ
والنـفــسُ حصنٌ سـورها أخلاقها
من دونها قد تُســــتباحُ وتـــُقحمُ
لا تُقدمنَ على خـطوبٍ فـــعلــُها
في شــبهةٍ والحُكمُ فيـها مُبــهمُ
واســـأل ذوي الذكر الذين بعلمهم
فتوى لما منها يـــحلُ ويـــَحرُمُ
جُلْ في ظلام الكون واقرأْ صمتهُ
ستجدْهُ تسبيــحا تــبثــــهُ أنجـــمُ
واخلعْ بجُنحِ الليل أثواب ( الأنـــــا )
أطلق عنان الروح وجداً تـــــــنعمُ
واتــلو كتــاب الله إن بـــــآيهِ
طبَ القلوبِ فلا تعلُ وتـَسـْقـُـمُ
فتــننٌ تُؤججُ في الزمان مفاسداً
لا غير بـــاب الله منها يـــعصم