يا قدسُ يا مجدَ الحضاراتِ العتيدْ
يا درّةَ الأكوانِ في ذاتِ الشّهيدْ
يا سربَ حبٍّ سافرتْ اطيارهُ
لتحطَّ في قلبٍ تحجّرَ كالحديدْ
حقداً على الغِربان تسرقُ قبّةً
زانتْ نواحي الكونِ بالفتح الرّشيدْ
كيفَ السنا منْ غيرِ قبةِ صخرةٍ
يَهدي حيارى اللّيل للدربِ السّديدْ
يَهوي يتيماً شاكياً من غربةٍ
فيضمُّهُ الأقصى كوالدهِ الفقيدْ
فتبثّه الأسوارُ يحملُ أَنْجماً
ليَزينِ منْ وَهج النبوةِ كلّ جيدْ
يا قدسُ إنا من فؤادكِ نَستقي
إنْ جفَّ منّا العِرْقُ أو مات الوريدْ
فلتشمخي يا خير أمٍ في الورى
مادامت (الإسراءُ) والمجدُ التليدْ
ويقودُنا (الفاروقُ) مَشعلُ دربنا
(وصلاحُك) المغوارُ يكبرُ منْ جديدْ
إنا لَعمركِ من شموخكِ نكتسي
حُللاً لعيدِ الفجرِ يخشاهُ المَريدْ
لكِ في حنايا القلبِ ألفُ قصيدة
يا شمعةً في ليل امتنا المديد
ولك الحنين مضمّخٌ بجراحنا
إنّي فديتكِ بالجراح وبالنّشيد
وقوافل الشهداء تنسُج طرحةً
حنّاؤها أُغرودة النصرِ المجيدْ
ولنا كبارٌ في السجون كواكبٌ
من عُمْرهم تخِمَت زنازينُ العبيدْ
لكنّهم بعزيمةٍ جبارةٍ
تَخِذوا محال القوم لهواً للوليدْ
ومِضَوْا على سُحُب العقيدةِ
للعلى لبُراقنا أشواقهم حبلٌ قليدْ
فَتتسلي ورب الكون إني زاهد
بالروحِ بالأحلامِ بالعمرِ السعيدْ
وهتافُ ذرّاتِ الهواءِ بأرضنا
الله أكبرُ من لئيمٍ أو شديد
ومع الهواءِ تردّد الأجيالُ في
قدسي, وفوق هتافهِ ألفاً نعيدْ
يا أيّها التاريخ طوعاً فانحني
أو شِئتَ كَرهاً , وانتظر منّا المزيدْ